السبت، 13 سبتمبر 2008

ذكريات ( طفولة ) ... !



لي زمن لم أكتب شيئا ،،

أعلم .. !

لكني في الواقع أمر بفترة خمود من كل شئ ،،

خمود مشاعر وأفكار وحياة في نفس الوقت !!

مر وقت وأنا أفكر في طفولتي القديمة ..

المدرسة الكاثوليكية التي كنت بها ، التي تضم صفوة الطلبة في مدينتنا .. ( أو هكذا كان يقال !! )

رغم أني كنت أراهم شياطين صغار !

وتناقض تلك الحياة المدنية مع حياتي بالأجازة ...

فقد كنا نسافر الى بلدتنا الأصلية ، مدينة شبه القرية ، او قرية شبه المدينة !!

تلك الحياة البسيطة الصعبة ، كنت دوما أستغرب كيف يمكن لبشر أن يعيشوا كل تلك المدة بنفس النمط الواحد !!

حكايات جدتي ، وطريقة حكيها الصعيدية ، واحتضانها دوما لي وكأني سأطير ..

تلك السيدة التي ربت عشر أبناء وحدها !!

ليست مثال جديد ، واعلم ان هناك العديد من الامهات هكذا ، لكني لازلت أنظر اليها بعجب ، ووالدي وأعمامي يقفون بين يديها حتى الآن وكأنهم أفراخ صغيرة ، كأطفال ينتظرون منها الحديث ..

أنظر اليها حتى الآن ، وانا أرى والدي وأعمامي يهبون اليها لكي يقولوا لها كل شئ ، وأي شئ يقع في حياتهم ..

وانتظار ابتسامتها بفارغ الصبر ان كانت فكاهه وانتظار غضبها بتوجس ان كان شئ ضرهم ، وانتظار احتضانها لأحدهم ان كان خير ..


كنت أستغرب حياتهم هناك .. وشاء القدر ان أحياها لمدة أربع سنين حينما أنتقلت الى هناك !

لم أستغرب الحياة كثيرا ، لكني أكتشفت ان حياتنا بالمدينة كالحياة بتلك البلدة ، كالحياة بأي مكان !


المهم ..

لا أعلم لم قلت كل هذا ! ولم احكي كل هذا !

أحسست انني اود أن افكر في شئ صافي ونقي مر علي ...

ولم أستطع تذكر سوى طفولتي ،،

وحتى عندما تذكرتها ..

في الواقع ..

لم أتذكر سوى أول مرحلة بها ..

حينما كنت ( كي جي ون ) !

عندما كنت لا أنام ليلتي الا اذا كلمت والدتي ، ولا يغمض جفني الا لو كانت آخر كلمة أقولها لوالدتي وتكون ( تصبحي على خير ! )

ويجب أن ترد عليا هي ( وأنتي من أهله ) بالأضافة الى قبلة ولا سيما لو كانت قبلة على وجنتي ، وان لم يكن ، فلتكن قبلة في الهواء !

ويجب أن يكون كل ذلك مرتبا كالتالي :

انا : ماما تصبحي على خير !

أمي : وانتي من أهله يا حبيبتي ..

( قبلة مني انا ، تليها قبلة والدتي )

قد يضحك الكثير منكم على ذلك ..

ويقول يا سلام ع الهبل !!

لكن ما الذي يمكن أقوله لكم .. بعدما كبرت ، أصبحت أتمنى الرجوع الى تلك اللحظة التي أستمد فيها الأمان من كلمة من والدتي ومن قبلة منها ..

حينها كنت أشعر اني في مأمن من كل شئ في الدنيا ، وكأن والدتي هذه ( سوبر هيرو ) ، وكأن الكلمة منها هي التي ستحميني بقية الليل من أي شء أهابه !!


كانت لي قصة منذ زمن كتبتها ، وتذكرت بها لحظة لطفولتي ،،،

حينما كان يرفعني والدي الى الشرفة ويمد يده الى الاعلى ويقل لي : بصي للنجمة اللي فوق ، دي بتاعتك ..

اقول انا : ليا انا ؟

يقول : آه بتناديكي أهي ..

اقول له : لكن انا قصيرة اذا كنت مش طايلة البلكونة !

يضحك على كلماتي الصغيرة الساذجة ويربت علي بحنو ..

يبدو ان والدي بالفعل كان ( بياخدني على قد عقلي ) لأن لا النجوم تنادي أحدا ، ولا أحد يصل الى النجوم !!

لا وهو صغير ولا عندما يكبر !!


قد يتساءل الجميع لم أسميت المدونة بأسم ( في الظلام )

لو لاحظ أحدكم ، لا أتذكر شيئا ، الا وكان في الظلام ، لم أتذكر من طفولتي سوى الليل ..

لأن الشمس والنور في حياتي ، لهم ملامح غير واضحة ..

وليس لهم أي ذكريات مؤثرة في عقلي !!


لا تسألون أيضا ما الهدف من ذلك البوست ..

فقد أقرأوه ،،،

وتذكروا معي شيئا من حياتكم .. !!