مقدمة لابد منها ،،
لقصة كتبتها وكانت تلك القصة هي السبب في وجود قلمي الحالي ، ان كان بنفس الجودة التي اظنها حاليا ، فذلك بسبب تلك القصة ، ،
ربما تجدونها ليست على مستوى جيد ، لكنها كانت من بداياتي ، وبداياتي المشرقة أيضا ،،
بها جزء من الحقيقة ان تساءل احدكم في نفسه وهو يقرأها ،،
أرجو ان تنال اعجابا ،،
كنت أنتظرها بالمطار ، قد ذهبت اليه قبل موعد الوصول بكثير ، لم أمنع نفسي من احتياجي لرؤيتها .
نادت الموظفة ، وأعلنت بأن طائرتها قد حطت الآن .
وقفت ، ورحت انظر بين وجوه العائدين .
كانت هي أشرقت .....
كان أسمها أشرقت ، وقد كانت تشرق الشمس لرؤياها ، صديقتي الصغيرة المحبوبة ، ها قد عادت الى ديارها الآن .
أول ما رأتني ، جرت علي ، وأرتمت في أحضاني ، وفرحت حقيقة لفرحها
قلت لها : أفتقدتك يا أشرقت ...
قالت : وانا كذلك عزيزتي
قلت: حسنا دعينا نرحب ببعضنا في مكان آخر ، ألا ينتظرك أحد ؟
أشاحت بيدها بعيدا وقالت : لا !!
أستغربت أنا ، ولكني كتمت استغرابي داخلي،
وقلت لها : ما رأيك في أن نأخذ حقائبك وتأتين الى منزلي لا أحد هناك فقد سافروا جميعا في عطلة طويلة .
أشرق وجهها بالسرور، وقالت كطفلة صغيرة : هيا بنا
أثناء ما نحن في الطريق ، تشبثت هي بنافذة السيارة ، تنظر الى كل شئ ، حتى حبات الرمل أسفلها.
كنت أشعر انها كلما نظرت الى شئ انارته بضوء عينيها ، أبتسمت حين دارت في خاطري تلك الجملة .
قلت لها : وبعد يا أشرقت ، أفتقدتي المكان الى تلك الدرجة ؟
قالت : لا تعلمي كم كنت في أشتياق اليك ، والى تلك الأرض .
قلت : عجبا يا عزيزتي قد مللتها انا شخصيا ، انا من قلت لك الا تسافري !
قالت لي : وكنت أعلم علم اليقين منذ رحلت انك كنت على حق ، أختي الكبيرة
ابتسمت، وقلت : وكيف حالك ؟
سعلت بشك ، ونظرت الي وقالت : ربما أكون بخير!
نظرت اليها : ماذا هناك عزيزتي ؟
قالت :قصة طويلة عزيزتي ، انها قصة طويلة ..
وصلنا أخيرا الى منزلي ، ساعدنا البواب القائم على البناية برفع تلك الحقائب الى شقتي ، وطلبت منه أن يظل بالأسفل فسوف اطلب منه المساعدة فيما بعد ، كنت أفكر انه ربما حينما تنم أشرقت أخرج انا لاجلب الطعام .
بالكاد جلست أشرقت على المقعد ونظرت الي : بالفعل افتقدتك وقد أتيت هنا لأجلك .
كنت أريد أن أسألها عن سر ما قالته ونحن في الطريق ، كنت اريد أن استفهم عن ذاك الحزن الذي طغى على نظراتها ونبرة صوتها .
كانت أشرقت صديقة لي منذ أيام الطفولة ، ولكنني كنت أكبرها ولازلت بثلاث سنوات ، وكم كانت بالفعل فتاة سعيدة ، يكفي ان تراها تضحك فتنسى الحزن الذي بداخلك .
كنت انا وأشرقت ، شخصيتان متضادتان تماما ، فهي متفاءلة وترى الحياة بمنظار وردي ، وكنت انا سوداوية للغاية .
كنا دائما نتشاجر لهذا ، لكن هذا لم يمنع أننا كنا نحب بعضنا البعض كثيرا ، فقد كنت تشعر أمامنا أنك تقف أمام اثنتان تكملان بعضهما البعض .
يوم سفرها حاولت أن اثنيها عن ذلك ، ولكنها أصرت .
كانت قد رأت من تلك الحياة السوداء التي كنت أتوقعها ما يكفي ، فلم تطق ذرعا بكل هؤلاء الناس الذين يلتفون بوشاح الفساد الاسود .
الآن كانت تجلس أمامي ، وأنا اذكر كل لحظاتنا معا ويوم سفرها المرير .
كانت تتفقد محتويات المنزل بنهم شديد .
سألتها : ألن تنامي ؟
قالت : لم آتي لأنم ، فلنخرج ، فلا أحب أجواء المنازل .
قلت لها ، وقد ابتسمت : حسنا سوف ادعوك الى الغداء في مطعمنا ، فأعملي على أن تأكلي كل شئ .
ابتسمت : كالأيام الخوالي ، حسنا هيا بنا
خرجنا الى مطعم قرب المنزل كنا قد تعودنا على الذهاب اليه معا .
طلبت كل منا وجبتها المفضلة ، كنت أنظر اليها ، انتظرها أن تقول أي شئ ، رفعت عينيها ونظرت لي مباشرة، وضحكت عاليا : لازلت كما انت يقتلك الفضول ، لا تقلقي سوف أقص لك كل شئ ، لكن أتدعينا نأكل أولا ؟
أكلنا في صمت وعلى غير عادتها .
بعد انتهاء الطعام ، قلت لها : قد تغيرت يا أشرقت !
أبتسمت بمرارة : يسرني انك لاحظت
قلت : ماذا حدث عزيزتي ؟
كنا قد خرجنا من المطعم ، وتوجهنا الى مقهى قريب ، جلسنا ، تنهدت،
وقالت : كنت أود ان اثبت لك طوال عمرنا ، أن دون التفاؤل لا تكون الحياة ، ثبت لي أنه لامكان للتفاؤل .
قلت : لم تقولين هكذا ؟
قالت : لا تعلمين عزيزتي ما الذي رأيته من أهوال ، أشياء لا تجعل الشخص يفكر في السعادة مجددا ، كل تلك المثالية التي كنت أحلم بها معك ، ضاعت مني ، عزيزتي ، جئت اليك ، ربما تستطيعين أعادتها لي .
قلت لها وقد أبتسمت بسخرية : قد جئت الى المكان الخطأ .
ضحكت هي عاليا : لقد خمنت انا ذلك
تركنا المقهى ، وتوجهنا الى المنزل ، صعدنا ، وجلسنا أمام التلفاز .
قالت لي : لم لم أصدقك حينما كنت تقولين لي أن الحياة سوداء ؟ كان غباء مني
قلت : لا عزيزتي ، كان ذكاء منك ، على الاقل عشت لحظات سعيدة من عمرك
ترقرقت في عيناها الدموع : لكنني عانيت كثيرا ، لم أكن اظن ان الناس هكذا ، كنت أظن انه كما هناك مثلك ، سوف يكون هناك مثلك آخرين.
قلت : انها مشكلة كبيرة عزيزتي !
قالت وهي تجهش : لا تعلمي ما عانيته ، أكاد اختنق ، لا اطيق حتى أنفاسي ..
قلت لها : ماذا حدث ؟
قالت : الكثير الكثير ما قلته لك لا يفسر شئ أتعلمين ..................
قاطعتها : عزيزتي لا لن نتحدث الآن ، لنتحدث صباحا ، ولننم الآن .
أومئت هي برأسها في خنوع ، ودلفت الى الحجرة لتنام ، دعوتها لتنم معي ، لكنها قالت لي انها ترغب في النوم وحدها .
غفوت ، ولكنها ليست بغفوة قصيرة .
قرب الفجر، أحسست كأن هناك شخص يتسلل في حجرتي ، اضأت المصباح ، لم يكن هناك احد ، شعرت أن الهواء ثقيلا جدا ، أحسست بأن شيئا ما حدث .
هرولت الى حجرة أشرقت ، وجدت النافذة وقد فتحت ، وأشرقت ليست بالغرفة .
بحركة لا ارداية ، وكأنني اعلم ما الذي سأراه ، نظرت لأسفل ، كانت هي .
هرولت بملابس النوم الى الأسفل ، وأنا أحاول أن أكذب عيناي ، ولكنها كانت هي .
تقدمت ببطء ، ولم أعد أرى شيئا .
جلست القرفصاء ، ضممتها ، صرختي كانت مدوية ....
كانت هي أشرقت ،،
كان أسمها اشرقت ، وكانت الشمس تشرق لرؤياها ، محبوبتي الصغيرة ضاعت مني .
حينما غابت أشرقت ، أشرقت الشمس ، تمتص روحها التي وضعتها على الأرض ، وأنا مغطاة بدمائها ..................................
JaN DarK