الجمعة، 25 يوليو 2008

جلـــــــــــــــــــسة !


خاطرة ، او قصة ، أو كيفما تتفق مع الذي يقرأها أن يسميها ،،

أعتقد اعتقاد بسيط انها تندرج تحت الكتابة الادبية !!


جلسة!


جلسنا ،،

نظرت في عيناها

أترقب الشوق والقلق

قالت عنه كل ما يمكن أن يقال

كانت شفتاها ترتعد في كل مرة تذكر فيها أسمه

تحكي لي ،،

وأنا أرفع يدي كل دقيقتين بتلك القهوة الى فمي

والبحر ،،

البحر يرسم أمواجه العريضات في عيناها

بلا نهاية ،،

بلا مدى ،،

حكت لي ،،

عن حبها

أفصحت ،،

عن خوفها

حكت ،،

عن عيناه

عن ابتسامته

عن شفتاه

عن شعورها مع لمسته ،،

وأنا لازلت أرشف بحذر قهوتي

أخاف من ذلك المجهول الذي يطل من عينها

كنت أعلم ،،

انها ليست سوى دقائق

حتى تحين اللحظة الفاصلة ،،

تلك التي تتفجر بها الدموع والاسئلة

والانتظار المر ،،

لنظرة عين ،،

للأجوبة ..

وضعت فنجاني على الطاولة

وانا لازلت أستمع لعينها

لكل ندائاتها الخائفة

لكل تلك الامواج التي تضطرب في قلبها

فجأة ،،

صمتت ونظرت الي

ها قد اتت اللحظة القاتلة

أغمضت عيني ،،

قالت :

أحبه ،،

ما أنا فاعلة ؟

فتحت عيني ،،

ونظرت اليها

ما بيدي حيلة أنا !

كيف لي أن ألقي بعصفور هارب من الجنة ،،

في اعماق النار

كيف أترك قلبها الصغير ،،

يستعمره التتار !

تنهدت ،،

ربتت على كتفيها

ما بيدنا حيلة يا عزيزتي !

نهضت ،،

_ لكنك لم تقولي لي ..

وان كنت أعلم ما العمل

لم برأيك أرشف قهوتي كل يوم ،،

على نفس المقعد ،، !

لم برأيك لازلت هنا ؟ !!


JaN DarK

23\7\2008

الجلسة الاولى

الاثنين، 21 يوليو 2008

صـــــــــــــــورة ( قصة قصيرة ) !

قبل البدء ،،،
صديقتي العزيزة ،، أوريتيا أو ضحى قد أقامت مدونة بعنوان Dark star وهي مدونة ادبية ايضا ،،
وأظن أنها ستكون من أفضل المدونات ،، !
قصتي ولو انها قديمة نوعا ما !!

صورة !!


في ذلك الشارع الواسع ، ذا الأضواء اللامعة ، أمشي ولا أشعر بأي شئ مما يحدث حولي .

شارع كبير ، ملئ بفاترينات المحلات التي تتسابق في عرضها أبخس الاسعار ، عن الملابس و الهواتف النقالة و الاحذية والمشروبات وكل شئ ممكن ان يتصوره عقل الشخص .

حين يوضع شخص في مكان كهذا يشعر كأنه أعمى لا يستطيع أن يرى مما اكتظ حوله من أشياء .

حينها ، وبالرغم من انني كنت لا أستطيع أن أراه ، ولكنني رأيته ، بل رأيته واضحا ،،

رجل بجانب واحد من تلك المحلات افترش الأرض وقد عرض صورا مرسومة بجانبه .

لم أستطع سوى أن أنحني إليه وأنظر الى تلك الصور التي خطتها أنامل لا تعرف سوى الرقة والنعومة .

انحنيت عليه وقلت له : أأنت الذي يرسم تلك الصور يا عمي ؟

قال لي : نعم ، أتريدين شراء واحدة ؟

كان وجهه يكسوه الحزن بالرغم من إنني من الممكن أن أكون راغبة في الشراء إلا انه لم يبد تلك الرغبة في البيع.

قلت له : أتبيعهم حقا ؟

قال : نعم

قلت : يبدو أنك غير راض عن ذلك البيع

قال : لا ، بل إنني قد رسمتهم مؤخرا

قلت : وما الذي يحزن في ذلك ؟

نحى وجهه جانبا ورأيت بوضوح أكتافه التي تهتز ، تعجبت ، ما الذي يمكن أن يبكي رجلا عجوزا كهذا ؟!فكرت ، ربما هان عليه فنه وهان عليه تعبه أن يبيعه ، هكذا في الشارع ،،

قررت انني أستطيع ان اساعده دون أن أضيع لحظات مجده هباء تحت وطأة ذل للمال ، أدخلت يدي في جيبي واخرجت كل ما أحمله من مال وقد اتخذت قراري بأن اعطيه كل ما لدي.

قلت : يا عمي لم تبك ؟

قال : لا شئ ،،

قالها ورفع رأسه بكبرياء ولكن كان أثر الدمع واضحا عليه.

قلت : أعلم إنه شئ مهين أن تبيع فنك بتلك الطريقة، أشعر بك

قال : إبنتي ماتت الأسبوع الفائت ،،،

قلت وقد صعقت : البقاء لله ، آسفة

قال : ولم تأسفين ؟

نظر إلى عيني مباشرة وأستطرد : لك عينان مثل عيناها لهما نفس السواد وواسعتين مثلها !

لم أستطع أن احتمل الحزن الذي أحسسته بكيت وهويت الى جانبه على الأرض

قلت له وقد غلبتني الدموع : وما كان أسمها ؟

قال : إنها .... كنت ستحبينها ، إنك مثلها تماما ، تماما ، كانت حنونة وتحب الجميع ، كانت دموعها كثيرة ، مثلك

قلت : وما كان عملها ؟

قال : هي كانت ،، كانت الوحيدة التي لي بتلك الدنيا ، تركتني أمها منذ سنة ، أتصدقين أن عجوز مثلي يعيش وزهرة مثلها تموت ؟

قلت : هل كانت متزوجة ؟

قال : هي كانت كالشمس التي تنير لي الطريق ، كانت الضحكة منها كفيلة بأن تمحو أي غيوم بحياة إنسان ، كانت الحب ، كانت سهام كيوبيد تلاحق كل من يلتق بعيناها انها حياة

قلت : اسمها حياة ؟

قال : هي حياة ، هي حياة عاشها الجميع ، وتمناها الجميع ، لكنها ككل شئ جميل في ذلك العالم ، إنتهت !قلت له وقد محوت دموعي : ولم بكيت ؟

قال : حين ماتت ، أحسست بظلام الدنيا ، أحسست بكراهيتي لكل شئ بالحياة ، أحسست بأن أنفاسي ليست كأنفاسي بجانبها ، أحسست برائحة العفن حولي ، ودخان السجائر المقيت وعوادم السيارات المارة من هنا قلت : لم لا تقول لي أي شئ عنها ؟

قال : لأنك رأيتها ، وعرفتها

قلت : أتعرفني ؟ !!

قال : ومن لا يعرفها ؟ قلت لك هي الحياة والموت ، كانت حياتها الحياة لكل من حولها ، والآن أصبحت الموت لي !

قلت : أرجوك أخبرني عنها

قال : قلت لك تعرفينها ، هي حياة ، هي حياتي ، كانت كالشمس ، هي الحب أتعلمين لها نفس عيناك نفس السواد وواسعتان كعيناك ، دامعتان كعيناك

نهضت وقلت له : لم لا تقل لي أي شئ عنها ؟

صمت لبرهة وكان يبكي بحرقة ، مسح دموعه ونظر إلي بأبتسامة متكلفة ،،

وقال : أتريدين أن أرسم لك صورة يا آنسة ؟

قلت باستنكار : ماذا ؟

قال : سآخذ منك خمس جنيهات فقط ، سعر بسيط ومناسب ، خصوصا وان لك وجها ملائكيا

قلت : ما هذا الهراء ؟ أحسست ان شيئا غريبا يحدث هنا .

أتي رجل ووقف إلى جانبي نظر إلي بصمت وفجأة تحدث قال : آه مرة ثانية ، آسف يا عزيزتي ، هكذا هو دائما ، منذ أن عمل هنا وهو دائما يقول كلاما ما فجأة وينساه مرة أخرى!

قلت له : ماذا ؟ كلاما ؟

قال : نعم ، عن ماذا حدثك ؟

قلت : عن ابنته التي ماتت منذ أسبوع!

قال وقد قلب عينيه في الفراغ : إبنته ؟ !! لم أعلم انه متزوج أصلا !!

قلت : كيف هذا ؟

قال : ربما كانت له إبنة ، لكن ما أثق منه انها لم تمت الاسبوع الماضي فقد كان ها هنا طوال النهار والليل قلت : ربما عندما ذهب الى بيته ...

قاطعني : بيته ؟ !! ليس له بيت ، إنه يعيش ها هنا ، ان كنت تريديه أن يرسمك الآن أعتقد انه في أحسن حال لفعل ذلك.

تركنا ومشى بعيدا ، انحنيت إلى ذلك الرجل الذي كان منذ دقيقتين يبكي.

قلت : يا عمي ، ألن تخبرني عن إبنتك ؟

قال : أية إبنة ؟

قلت : حياة !

قال وبابتسامة خفيفة : ليس لي أبناء ، ها ، تريدين أن أرسمك ، لن آخذ منك سوى خمسة جنيهات ، سعر بسيط مناسب ، لك وجها ملائكيا حقيقي !

نظرت إليه بحيرة ، أخرجت خمسة جنيهات ، واعطيتها له ومشيت ،وقفت بعيدا كي أنظر إليه مرت فتاة بجانبه ، وقف ولاحقها .

_ أتريدين أن أرسمك ، سوف آخذ خمسة جنيهات فقط ، سعر مناسب وبسيط ، لك وجها ملائكيا ،،،،،


Jan DarK

7\8\2008

الاثنين، 14 يوليو 2008

زيـــــــــــــــــارة (قصة قصيرة ) !

قصتي الأخيرة ،،
آخر ما كتبته ولا أعلم ان كنت سأستطيع ان اكتب بعدها أم لا !!
أرجو ان تنال اعجابكم





فتح باب الغرفة ،،
كانت تجلس في ذلك الركن المنزوي بالغرفة على الأرض، واضعة يدها حول قدميها ومسندة رأسها الى رجليها ،،
ظللت متسمرا امام باب الغرفة لا أعلم ان كان يفترض بي الدخول ام الرحيل ،،
حينها وكأن سمعت الممرضة افكاري وقررت ان تتخذ هي لي القرار دفعتني بيدها واغلقت الباب ..
ظللت ملتصقا انا الى جانب الباب ،،
مضت شهرين ولم أراها ، لكن ايعقل ان يكون كل ذلك حدث خلال الشهرين .
لم أكن لأصدق لو ما كانت اعز صديقاتها هي التي قالت لي ذلك .
وبالرغم من انني حينما دخلت الى المشفى سألت الاستعلامات عن غرفتها ودلتني الممرضة المتابعة لها الى تلك الغرفة ، الا انني لازلت لا اصدق انها هي ، وبداخلي يقين انها عندما ترفع رأسها لن تكون هي ، وسأكون مضطرا الى قول العديد من الاعتذارات الطويلة .
ولكن ان كانت هي ، لا أصدق ان يحدث كل ذلك في شهرين .

وكأنها اخيرا قد احست بوجود احد غريب معها بالغرفة ، رفعت رأسها ، ونظرت مباشرة بأتجاهي ، انها هي ! ، هي ولكن ،،
ولكنها مختلفة الملامح ليست تلك التي اعتدت رؤيتها ، ربما هي توأمها ، وهل كان لها تواءم ؟
انها هي ، نفسها ، لكن دون ابتسامة ، دون لمعة عينيها البراقة ، دون صوتها الذي يملأ الفراغ بشرا وسرورا ،،
نظرت اليها وانا مذهول ، من تلك العينان الغائرتان ، والوجه الهزيل ، وتلك النظرة التي بلا معنى ، الخالية من الروح ، وشفتاها الذين يبدو انهما تصلبتا على العبوس .
انها هي ! هي لكن لست التي أعرفها ،، !
نظرت الي نظرة خالية ، ورأيت في عينيها الدموع ترسم خطا عريضا لتتهيأ للاندفاع لكنها خفضت رأسها مرة ثانية ،،
فاقتربت منها ، وقلت : كيف حالك ؟
رفعت رأسها ، ونهضت فجأة ، فتحت ثغرها كي تتكلم ثم اغلقته مرة اخرى ونظرت الى الأرض .
مددت يدي اليها : ألن تسلمين علي ؟
تكلمت ، وكأن الكلام يخرج من كهف عميق ، وكأن عجوزا مضى على كلامه مع الناس سنون واعوام : اعلم انك مجرد طيف ، ألا يمكن ان ترحل الآن من فضلك ؟
استهجنت كلامها : طيف ، ماذا تقولين ؟
هزت رأسها بيأس : يبدو انني لن أخرج من تلك المشفى طالما لازال يأتي الى رأسي بذلك الالحاح !!
وصعدت الى السرير ويبدو عليها وكأنها كانت تعاني الكثير في تلك اللحظات .
اقتربت منها وقلت : أكنت تحلمين بي ؟
أشاحت بوجهها بعيدا عني وقالت : لا لن اكلمك ، ليس بعد ، ألا يمكن ان تتركني ؟ قد تعبت !
هززت السرير وقلت : لا لا انا حقيقي ، صدقيني يا عزيزتي !
انتفضت ، ونهضت كالملسوعة : أ..أ..أنت حقيقي ؟ !!
قلت وقد حاولت ان ارسم على وجهي ابتسامة كي اطمئنها : نعم ، نعم انا حقيقي !
بدت على وجهها نظرة حائرة ، ثم وبدون أي انذار ، لطمتني على وجهي !
صرخت انا : ما هذا الذي تفعلينه ؟
قالت وكل جسدها يرتعش : ايها الــحقير !
قلت : ماذا ؟ !!!
قالت : وتجرؤ على ان تأتي الى هنا ؟ اخرج من هنا فورا !
صمت ، لم استطع ان اتكلم ، اتجهت الى الباب ، فاتجهت هي قبلي اليه وهي تنظر الي نظرة لم افهم كنهها ، ظلت واقفة امام الباب ، لا تنطق بحرف ، بل ترسل نظرات ، تارة قاسية وتارة حانية ،،
ثم اخيرا قالت : ما الذي أتى بك ؟ ألم يكفك ما فعلته بي ؟
هنا ، هربت دموعها الحبيسة بين جفنيها ، وجرت على خديها انهارا ،،
احسست كأن نارا تشتعل بجسدي وخرج صوتي هامسا : لم اعلم انه سيحدث لك كل ذلك !
صرخت : ماذا ؟ لم تكن تعلم ماذا ؟ !!
قلت بصوت ربما يكون اخفض من السابق : قد أحببتك !!
قالت وكأنها تؤكد ذلك لنفسها : احببتني ؟ !
ثم استطردت : لم تحب ، لا تتكلم عن الحب فأنت لا تعرف ما هو ، فليس من الحب ان تترك قلب لم يحلم سوى بك ، قلب كانت حياته كلها تتمحور عليك ، على صوتك ، على كلماتك ، حتى انفاسك ، كانت انفاسه تترتب عليها ،قلب كان على استعداد ان يضحي بكل ما لديه ، كل ما لديه ، حتى تكون انت فقط معه الى اخر العمر ،،
سكتت لتسمح بالدموع ان تهبط من عينيها : حب ؟ ! يا لها من كلمة ! غريبة كفاية كي تخرج من بين شفتيك ، انت بالذات تنطقها !! يا للعجب !!
استغنت عن وقفتها التي كانت تمنعني عن الذهاب ، وكأنها كانت تعلم انني سأتبعها ، جلست على طرف السرير ، وظلت انا واقفا لا استطيع الحراك ناظرا اليها ونفسي تلعنني من داخلي ألف مرة على كل ما فعلته ،،
وشيطاني يوبخني على اني جئت اليها من الاساس ،،
قلت : قد فعلت ذلك لأجلك ، اه لو تعلمين ،، !
قالت : لكم رجوتك ؟ ! كم استعطفتك ، ألا تتركني ! بكيت ، صرخت ، لكن ،،
نظرت نظرة في الفراغ وكأنها تتفرج على مشهد ما : لكن صوتك كان باردا ، قاسيا ، كألواح ثلج ، وجمرات نار !!
قالت وكأنها تستمع الى اغنية وترددها : "أنتهينا سلفا من ذاك الموضوع الا يمكن ان تنسينه ؟ !" كم كانت جملة جميلة لتعيدها علي كلما اتصل بك ، او اقابلك ، او حتى احلم بك ،، !
قلت : آسف !!
نهضت وهزت رأسها : آسف ؟ !
اقتربت منها وامسكت يدها وباليد الاخرى ازحت تلك الخصلات التي تعبث على جبينها : اني احبك ، والآن قد عدت اليك ، ها انا بين يديك فافعلي ما شئت !!
نظرت الي تلك النظرة ، التي كانت تنظرها لي حينما نكون وحدنا سويا ، تلك النظرة التي كانت تشعرني حينها انني ملك الزمان والمكان ،،
ازاحت يداي عنها ، وقالت : واسامحك ؟ !
قلت بلهفة : نعم ! فأنا احبك بصدق ولم احب سواك يوما !
قالت : أسامحك ؟ !
قلت : ارجوك ، مستعد لفعل أي شئ تريدينه !!
قالت : أسامحك ؟ !
قلت : ألا استحق ؟ !
قالت : أسامحك ؟ !
فصمتت انا ، قد احسست انها لا تكلمني ، او انها تكلم نفسها ، او ربما صمتت حتى اجد ردا منها ،،
كررت : أسامحك ؟ !
ثم قالت : كنت قد أسامحك اذا حدث ذلك من اسبوعين مثلا ، لكن الآن لا استطيع ، ستأخذ وعاءا كسرته انت لتصلحه ، اذهب واشتري لنفسك وعاءا جديدا كما اعتدت يا عزيزي ، فأنت تحب كل شيئا جديدا ،،
استطردت : نعم ، تحب كل شيئا جديدا ، ،
اتجهت الى الحائط ونظرت اليه وكأنها فقدت الرؤية ، وفجأة ظلت تصدم وجهها بالحائط بطريقة عنيفة ، وهي تصرخ
اندفعت اليها ، امنعها عن ايذاء نفسها ، لكن ،،
لم اعلم ان لها تلك القوة ، ظلت تقاوم ذراعاي الذين كانا يسحبانها ، وترطم رأسها بالحائط بعنف وكأنه ليس لها ،،
ثم اتجهت الى باب الغرفة اصرخ حتى يأتي أحدا ويوقفها ، اتت طبيبة من بعيد ويبدو على وجهها الغضب ،،
صرخت حين دخولها واسرعت تنادي على بعض الممرضات اللواتي مسكنها ووضعوها بالسرير ، وحقنتها الطبيبة في ذراعها ، ويبدو انه مخدر ، فما ان رفعت الطيببة رأسها عنها ، وجدتها قد غطت في نوم عميق ،،
اتجهت الطبيبة الى الباب كي تخرج ، ولكني قلت لها : آسف ، ربما اكون انا السبب في ذلك !! لم اعن ان اضايقها !!
نظرت الي الطبيبة : عم تتحدث ؟ !
قلت لها : قد كنت اتيت اليها هنا في زيارة لأتحدث معها ، واعتذر عم بدر مني ، ولكن يبدو انني قد آذيتها بكلامي وحديثي !!
قالت الطبيبة وهي تبتسم : ومن تكون انت ؟
قلت : أأنت طبيبتها الخاصة ؟
قالت : نعم ، بالتأكيد !
قلت لها : اذن ربما تعرفينني ، انا من تسبب لها بتلك الحالة ، انا الذي تحلم به ، فقد كانت تظنني حلما حينما رأتني ،،
قالت : رأتك ؟!
قلت : نعم !
قالت الطبيبة : حسنا ، بني ، حالتها لا تسمح بأن ترى احدا او تسمع احدا ، فهي تعيش في عالمها الخيالي الخاص ، بالكاد يأتي ادراكها الى عالمنا ، عندما تكون في مثل تلك الحالة التي رأيتها بها ، حينما تكون بتلك الحالة ، تدرك انها بالمشفى وانها تعامل كحالة نفسية ، فيجن جنونها ،،
استطردت وهي تحك رأسها : افترض انها قالت لك انك مجرد حلم ، وبعدها ظلت تسألك عن كونك حقيقي ،، ؟
قلت : نعم !
قالت : هذا هو حديثها اليومي في عالمها الخيالي !!
قلت : لكن ، لكنني قد لمست يداها ، وقد لطمتني على وجهي ،، !
قالت الطبيبة دون اهتمام : ومن يعلم ؟ ! ربما كانت في ادراكها في تلك اللحظة لكن ان تعود الى ادراكها مرة اخرى كالأشخاص العاديين ، لا استطيع ان اعدك بذلك ،،
كانت ستبدأ بالخروج لكنها رجعت الي مرة أخرى : ربما يمكنك ان تأتي مرة اخرى كي تطمئن عليها فلا احد يزورها ، وربما هي تتفاعل معك وتراك ولا ترى سواك ،، ! اتستطيع ان تأتي غدا ؟ !
اعطيتها ظهري وذهبت ، أكل ذلك حدث في شهرين ؟ كم كنت غبيا !
لربما كنت غبيا لانني عدت كي أسأل عنها ، او كنت غبيا لانني تركتها،،،،،

وعندما رن هاتفي ، ،
نسيت كل شئ عن غبائي ، وعنها ، وعن المشفى ، وعن تلك الزيارة ،، !

الخميس، 10 يوليو 2008

حينما غابت ..... أشــــــــرقت !

مقدمة لابد منها ،،

لقصة كتبتها وكانت تلك القصة هي السبب في وجود قلمي الحالي ، ان كان بنفس الجودة التي اظنها حاليا ، فذلك بسبب تلك القصة ، ،
ربما تجدونها ليست على مستوى جيد ، لكنها كانت من بداياتي ، وبداياتي المشرقة أيضا ،،
بها جزء من الحقيقة ان تساءل احدكم في نفسه وهو يقرأها ،،
أرجو ان تنال اعجابا ،،

كنت أنتظرها بالمطار ، قد ذهبت اليه قبل موعد الوصول بكثير ، لم أمنع نفسي من احتياجي لرؤيتها .

نادت الموظفة ، وأعلنت بأن طائرتها قد حطت الآن .
وقفت ، ورحت انظر بين وجوه العائدين .

كانت هي أشرقت .....

كان أسمها أشرقت ، وقد كانت تشرق الشمس لرؤياها ، صديقتي الصغيرة المحبوبة ، ها قد عادت الى ديارها الآن .

أول ما رأتني ، جرت علي ، وأرتمت في أحضاني ، وفرحت حقيقة لفرحها
قلت لها : أفتقدتك يا أشرقت ...
قالت : وانا كذلك عزيزتي
قلت: حسنا دعينا نرحب ببعضنا في مكان آخر ، ألا ينتظرك أحد ؟
أشاحت بيدها بعيدا وقالت : لا !!
أستغربت أنا ، ولكني كتمت استغرابي داخلي،
وقلت لها : ما رأيك في أن نأخذ حقائبك وتأتين الى منزلي لا أحد هناك فقد سافروا جميعا في عطلة طويلة .
أشرق وجهها بالسرور، وقالت كطفلة صغيرة : هيا بنا
أثناء ما نحن في الطريق ، تشبثت هي بنافذة السيارة ، تنظر الى كل شئ ، حتى حبات الرمل أسفلها.
كنت أشعر انها كلما نظرت الى شئ انارته بضوء عينيها ، أبتسمت حين دارت في خاطري تلك الجملة .
قلت لها : وبعد يا أشرقت ، أفتقدتي المكان الى تلك الدرجة ؟
قالت : لا تعلمي كم كنت في أشتياق اليك ، والى تلك الأرض .
قلت : عجبا يا عزيزتي قد مللتها انا شخصيا ، انا من قلت لك الا تسافري !
قالت لي : وكنت أعلم علم اليقين منذ رحلت انك كنت على حق ، أختي الكبيرة
ابتسمت، وقلت : وكيف حالك ؟
سعلت بشك ، ونظرت الي وقالت : ربما أكون بخير!
نظرت اليها : ماذا هناك عزيزتي ؟
قالت :قصة طويلة عزيزتي ، انها قصة طويلة ..
وصلنا أخيرا الى منزلي ، ساعدنا البواب القائم على البناية برفع تلك الحقائب الى شقتي ، وطلبت منه أن يظل بالأسفل فسوف اطلب منه المساعدة فيما بعد ، كنت أفكر انه ربما حينما تنم أشرقت أخرج انا لاجلب الطعام .
بالكاد جلست أشرقت على المقعد ونظرت الي : بالفعل افتقدتك وقد أتيت هنا لأجلك .
كنت أريد أن أسألها عن سر ما قالته ونحن في الطريق ، كنت اريد أن استفهم عن ذاك الحزن الذي طغى على نظراتها ونبرة صوتها .
كانت أشرقت صديقة لي منذ أيام الطفولة ، ولكنني كنت أكبرها ولازلت بثلاث سنوات ، وكم كانت بالفعل فتاة سعيدة ، يكفي ان تراها تضحك فتنسى الحزن الذي بداخلك .
كنت انا وأشرقت ، شخصيتان متضادتان تماما ، فهي متفاءلة وترى الحياة بمنظار وردي ، وكنت انا سوداوية للغاية .
كنا دائما نتشاجر لهذا ، لكن هذا لم يمنع أننا كنا نحب بعضنا البعض كثيرا ، فقد كنت تشعر أمامنا أنك تقف أمام اثنتان تكملان بعضهما البعض .
يوم سفرها حاولت أن اثنيها عن ذلك ، ولكنها أصرت .
كانت قد رأت من تلك الحياة السوداء التي كنت أتوقعها ما يكفي ، فلم تطق ذرعا بكل هؤلاء الناس الذين يلتفون بوشاح الفساد الاسود .
الآن كانت تجلس أمامي ، وأنا اذكر كل لحظاتنا معا ويوم سفرها المرير .
كانت تتفقد محتويات المنزل بنهم شديد .
سألتها : ألن تنامي ؟
قالت : لم آتي لأنم ، فلنخرج ، فلا أحب أجواء المنازل .
قلت لها ، وقد ابتسمت : حسنا سوف ادعوك الى الغداء في مطعمنا ، فأعملي على أن تأكلي كل شئ .
ابتسمت : كالأيام الخوالي ، حسنا هيا بنا
خرجنا الى مطعم قرب المنزل كنا قد تعودنا على الذهاب اليه معا .
طلبت كل منا وجبتها المفضلة ، كنت أنظر اليها ، انتظرها أن تقول أي شئ ، رفعت عينيها ونظرت لي مباشرة، وضحكت عاليا : لازلت كما انت يقتلك الفضول ، لا تقلقي سوف أقص لك كل شئ ، لكن أتدعينا نأكل أولا ؟
أكلنا في صمت وعلى غير عادتها .
بعد انتهاء الطعام ، قلت لها : قد تغيرت يا أشرقت !
أبتسمت بمرارة : يسرني انك لاحظت
قلت : ماذا حدث عزيزتي ؟
كنا قد خرجنا من المطعم ، وتوجهنا الى مقهى قريب ، جلسنا ، تنهدت،
وقالت : كنت أود ان اثبت لك طوال عمرنا ، أن دون التفاؤل لا تكون الحياة ، ثبت لي أنه لامكان للتفاؤل .
قلت : لم تقولين هكذا ؟
قالت : لا تعلمين عزيزتي ما الذي رأيته من أهوال ، أشياء لا تجعل الشخص يفكر في السعادة مجددا ، كل تلك المثالية التي كنت أحلم بها معك ، ضاعت مني ، عزيزتي ، جئت اليك ، ربما تستطيعين أعادتها لي .
قلت لها وقد أبتسمت بسخرية : قد جئت الى المكان الخطأ .
ضحكت هي عاليا : لقد خمنت انا ذلك
تركنا المقهى ، وتوجهنا الى المنزل ، صعدنا ، وجلسنا أمام التلفاز .
قالت لي : لم لم أصدقك حينما كنت تقولين لي أن الحياة سوداء ؟ كان غباء مني
قلت : لا عزيزتي ، كان ذكاء منك ، على الاقل عشت لحظات سعيدة من عمرك
ترقرقت في عيناها الدموع : لكنني عانيت كثيرا ، لم أكن اظن ان الناس هكذا ، كنت أظن انه كما هناك مثلك ، سوف يكون هناك مثلك آخرين.
قلت : انها مشكلة كبيرة عزيزتي !
قالت وهي تجهش : لا تعلمي ما عانيته ، أكاد اختنق ، لا اطيق حتى أنفاسي ..
قلت لها : ماذا حدث ؟
قالت : الكثير الكثير ما قلته لك لا يفسر شئ أتعلمين ..................
قاطعتها : عزيزتي لا لن نتحدث الآن ، لنتحدث صباحا ، ولننم الآن .
أومئت هي برأسها في خنوع ، ودلفت الى الحجرة لتنام ، دعوتها لتنم معي ، لكنها قالت لي انها ترغب في النوم وحدها .
غفوت ، ولكنها ليست بغفوة قصيرة .
قرب الفجر، أحسست كأن هناك شخص يتسلل في حجرتي ، اضأت المصباح ، لم يكن هناك احد ، شعرت أن الهواء ثقيلا جدا ، أحسست بأن شيئا ما حدث .
هرولت الى حجرة أشرقت ، وجدت النافذة وقد فتحت ، وأشرقت ليست بالغرفة .
بحركة لا ارداية ، وكأنني اعلم ما الذي سأراه ، نظرت لأسفل ، كانت هي .
هرولت بملابس النوم الى الأسفل ، وأنا أحاول أن أكذب عيناي ، ولكنها كانت هي .
تقدمت ببطء ، ولم أعد أرى شيئا .
جلست القرفصاء ، ضممتها ، صرختي كانت مدوية ....
كانت هي أشرقت ،،
كان أسمها اشرقت ، وكانت الشمس تشرق لرؤياها ، محبوبتي الصغيرة ضاعت مني .
حينما غابت أشرقت ، أشرقت الشمس ، تمتص روحها التي وضعتها على الأرض ، وأنا مغطاة بدمائها ..................................

JaN DarK

الثلاثاء، 8 يوليو 2008

موت ،، !

مجرد خاطرة قديمة ،، !
لنبدأ ،،


في ظلام الليل الدامس

يلمع نصل طرفه بارد

يأخذ بريقه عيني أظل أتابعه ،،

يقترب ، ويقترب ..

يخترق قلبي ،

وينسحب ...



تلمع في الميدان تلك المقصلة

يسحب الحراس جسدي الخاوي

أنظر إليهم بلا إستفسار ،

سوقوا جسدي ،

فالناس في إنتظار ،

رؤيتي

والرأس من جذعي مستطار ...

يجذبوني إلى الأمام ،

والناس متراصة في صفوف

منهم من يبكي ،

ومنهم من على رؤيتي ميتة ملهوف ،

تقف هناك ،

تلك المقصلة

وحدها يلمع في ضوء النهار

أنظر إليها وبكل نفسي إحتقار

يضع الحراس رأسي هناك ،

وتهبط تلك المقصلة .........



هناك وقد أقيمت الأخشاب

تنتظر بلهفة شعلة النار

يتجمع الناس حولي يقيدون يدي ...

ترتعش تلك الشعلة في يده هو ...

كنت أعلم أنه هو

هويت من الضحك

وجذبني الناس على الأرض

وفي قلبي نشوة إنه هو ...

رمى شعلة النار

وينظر لي وعلى وجهه نظرة إنتصار

بادلته بمثلها ،

وأكثر منها ..

وطوحت الناس من حولي ،

وقفزت وسط النار ....



في تلك الغرفة المظلمة

لم يظهر سواها

تتأرجح في الظلام ،

تتدلى من السقف

وتتطوح كالثملة ،

يجذبني ..

أنظر إليه ،

إنه هو ...

يضع رأسي في تلك الفتحة

يسحب ذاك المقعد من اسفل قدمي ،،

ويغيم كل شئ .....


JaN DarK

23\7\2007

الأحد، 6 يوليو 2008

فنــــــــان الشعب ( سيد درويش ) !



اليوم شاهدت فيلم سيد درويش ، وبالرغم من ان النوم كان يقرض عيناي ، ألا انني حينما قرأت اسم الفيلم ظللت متستمرة أمام شاشة التلفاز ،،


يكفي انه ذاك الرجل الذي لازلنا الى اليوم نتغنى بلحنه في نشيدننا الوطني في مدارسنا المصرية كل صباح ،،


"بلادي بلادي لكي حبي وفؤادي


مصر انت اغلى درة فوق جبين الدهر غرة


يا بلادي عيشي حرة واسلمي رغم الاعادي "




وقد كنت تربيت في مدرستي على أغاني سيد درويش ، " سالمة يا سلامة " ، " الحلوة دي " ، زوروني كل سنة مرة " ، " يا عشاق النبي " ،،،


ما اجملها من اغاني ! ، حفرت في ذهني على مدى سنوات ، اشتقت أن أرى من ذا يكون هذا الذي امتعنا سنوات بألحانه ، وانتقائه للكلمات التي تقشعر لها الابدان ،،


ومنذ شهرين ، حينما كنت بالأسكندرية ، ودخلت الى مكتبة الاسكندرية ، رأيت بعض المعروضات التي تتعلق به ، مثل اسطوانات عليها توقيعه .


أيصدقني أحد ان قلت انني ظللت انظر الى اسطوانة منها بنهم ، وافتح عيني اكثر فأكثر حتى استطيع ان ادقق في خطه الذي كتب على الورقة ،،




ويمكن ان اعرض نبذة مختصرة عنه هنا ،،


ولد سيد درويش بالأسكندرية في 17 مارس 1892 ، أنشد مع أصدقاءه في البداية ألحان الشيخ سلامة حجازي والشيخ حسن الازهري ، التحق بالمعهد الديني بالأسكندرية عام 1905 ثم عمل في الغناء بالمقاهي ،،،،


تزوج في السادسة عشر ، عمل كعامل بناء ، وكان اثناء العمل يرتفع صوته بالغناء ، وصادف في تلك الاثناء وجود الاخوين سليم و امين عطاالله وهما من أشهر المشتغلين بالفن في ذلك الوقت ، اتفقا معه ان يرافقهما في رحلة فنية الى الشام في نهاية عام 1908 ، وفي عام 1909 التحق بالفرقة ، سافر الى الشام مرة اخرى من عام 1912 الى عام 1914 واتقن العزف على العود وكتابة النوتات الموسيقية ، وكانت اول ادواره التي لحنها " يا فؤادي ليه بتعشق " .


انتقل في سنة 1917 الى القاهرة ، وقام بتلحين كافة روايات الفرق المسرحية في عماد الدين كفرقة نجيب الريحاني وعلي الكسار ، وحينما قامت ثورة 1919 قام بتلحين " قوم يا مصري " ، وفي عام 1920 أنشأ سيد درويش فرقته الخاصة وقدم بها روايات ( العشرة الطيبة لمحمد تيمور ) و ( شهرزاد لبيرم التونسي ) و ( الباروكة الايطالية ) .

وفي عام 1921 قرر سيد درويش بعد نجاحه أن يكتب عن الموسيقى ، فكتب للصحافة مقالات موسيقية كان يقصد بها توعية الجمهور والتثقيف الموسيقي العام وكان يختم مقالاته بتوقيع " خادم الموسيقى " .

وفي عام 1923 وافته المنية ، بعد ان كان يجهز لتحقيق حلمه في السفر الى اوروبا والدراسة الموسيقية بأيطاليا ،،

توفي في الأسكندرية فجرا ، حينما كان يستعد للقاء الزعيم سعد زغلول في الميناء بعد رجوعه من المنفى .


كان بالفعل سيد درويش فنان الثورة ، وجل ما يثبت ذلك مواقفه ، وأغانيه ، وألحانه المصرية الطابع الخالصة ، مست قلوبنا من صغيرنا الى كبيرنا .

ولا توجد اغنية من اغنياته الشهيرة الا ولها ذكرى جميلة بقلبي ، وأثق انها بقلوب الجميع أيضا ،،

ربما لم يعش طويلا ، لكنه رمز يجب ان يعش بداخلنا طويلا .

رمز في حب الموسيقى ، حب الكلمة ، حب النغم ، حب الكرامة ، حب الوطن ،،،


أثق تمام الثقة ان ذلك البوست لن يكون وافيا لحقه ، او وافيا لوصفه ، كفنان الشعب ، وساحر الكلمة ، الذي جعل كلمات الشعراء تلتف داخل قلوبنا عن طريق ألحانه ، لكنني ربما أردت ان اعبر عن ذاك الشخص الذي عشقت كلماته واغانيه التي تعبر عن ذاك الشعب الذي طالما عانى ، و كان خير دليل على كرامة المصري ،،

تحياتي لك أيها المبدع ، رحمك الله ، ،،

Jan DarK



السبت، 5 يوليو 2008

أول قصة قصيرة !!

اخترت ان أبدأ بأول قصة كتبتها ،،
ربما يجدها البعض ركيكة الاسلوب ،،
لكن لازال لها مكان بقلبي ،،
ربما لأن حروفي تحفر داخلي قبل أن اكتبها ،،
أرجو ان تعجبكم وتستمتعوا بها ،،







شظايا ( قصة قصيرة )



كانت هي كل من يراها يرى فيها ملاكا مضيئا للبشر، كانت تجلس على تلك الطاولة تطالع الصحف والمجلات.

كل من يدخل الى ذلك المطعم يعرفها .

كانت في يوم مثل كل الايام تجلس على طاولتها المعتادة ترشف القهوة وتنظر الى الشارع ،رأته ،كان يدلف الى المطعم ويظهر على وجهه البرد ، خلع معطفة المبلل وجلس الى الطاولة المقابلة لها ،طلب قهوة ، أخرج علبة سجائره وسلسلة مفاتيحه وهاتفه وولاعته ، امسك علبة سجائره واشعل واحدة ، قرب المنفضة وبدأ في التدخين .

لم تحول عينيها عنه ، ولاحظت حركته السريعة بكل ما فيها ، وحركة عينيه الدقيقة الحادة ، رن هاتفه ، نظر اليه بلا مبالاة واغلقه ، نظر اليها مباشرة ، لاحظ نظراتها المستمرة له فنظر اليها باستغراب ، ثم ابتسم .

وقف واقترب منها قال : اهناك شئ يا سيدتي ؟

قالت وقد توردت وجنتيها : لا شئ ولكني لأول مرة اراك هنا

سحب مقعدا وجلس ، وأخذ يقص لها انه لتوه قد جاء من سفره ، وكم هو من بلدة بعيدة في أقاصي الشمال .

وكانت تنصت له بنهم ، تود لو ان تختزل صوته وكل كلمة يقولها وكل حركة يتحركها في عقلها وقلبها.

وقف ، وقد اتفقا انهم سوف يتقابلان غدا في نفس المطعم .

حينما سارع الى الرحيل نظرت اليه ، والى خطواته ، وعلى وجهها ابتسامة طفلة في العاشرة.

التفت اليها ولوح بيديه ، لوحت له وهي تود ان تقفز من السعادة ، نظرت حولها ، لا يوجد أحد ، لايزال الصباح باكرا ، بالرغم من ان وجود ذلك الغريب لم يدم سوى عشر دقائق الا انها احستها دهرا .

اقتربت من الطاولة التي كان جالسا عليها ، نظرت الى المنفضة واشتمتها بكل حب ، جلبت كيسا ورقيا ، ووضعت به بقايا تلك الشظايا من سجائره ، واخذتها معها الى منزلها .

ظلت طوال اليوم وهي تفكر في تلك اللحظات التي مرت عليها ، فكرت ، دائما ما كانت وحيدة بالرغم من انها كانت تقريبا تعلم كل شخص بتلك المدينة ، الا انها لم تحس تلك الدقات داخل قلبها من قبل ولا لأي شخص .

وقفت أمام المرآة ، نظرت ، كم مر عليها من زمن ، اصبحت شابة ، ولكنها لا تذكر متى كانت طفلة ، ومتى أصبحت شابة ، وكأنها قد ولدت في ذاك المطعم .

الآن ها هي قد وجدت من يخرجها من احزانها ووحدتها ، وقد ولدت لا تجد لها عائلة ، فلا تذكر من عائلتها سوى والدها الذي مات وهي صغيرة .

جاء اليوم التالي وكانت قد انتظرته طويلا ، جلست على طاولتها المعتادة ، ولكنها لم تقرأ الصحف ، انتظرته ،وجاء .

كان مظهره مختلفا جدا ، ولكن كان أجمل ومبهر بحق ، سحب مقعدا ، ومد يده ليسلم عليها ، ضغطت يده على يدها بقوة ، وانحنى وقبل يداها ، شعرت بالخجل ولم تنطق .

قال لها انه سعيد بالتعرف عليها ، سألته عما يفعله في تلك المدينة ، قال لها انه جاء بعيدا عن مشكلاته وليريح من الضغط على اعصابه ، نظرت الى عيناه كانتا تشعان بالحنان والطيبة ، حكت له عن كل شئ في حياتها .

وكانت تظن انها ستتكلم لساعات وساعات ، ولكن حكيها لم يدم اكثر من نصف ساعة .

كم هي مختزلة للغاية حياتها ،أدركت ذاك في ذلك الحين ، وحلمت ببقية حياتها معه .

خرجا من المطعم ، مرا على محل للزهور، واشترى لها وردة حمراء ، طارت هي من داخلها في الفرحة ، وطردت كل الحزن الذي بداخلها ، واصبحت حياتها كلها في يده .

عادا الى المطعم ، تغديا على نفس الطاولة ، عرفته على جميع من بالمطعم ، بينما استاذنها بالرحيل بعد أن اعطاها عنوان الفندق ورقم هاتفه النقال ، كانت تود ان تقل له انها تحبه ، ولكنها بكل سكينة وهدوء ودعته .

جلست على الطاولة ، نظرت الى المنفضة ، وكما فعلت في اليوم السابق ، جمعت بقية سجائره ووضعتها بكيس ورقي .

ذهبت الى منزلها ولكنها لم ترد ان تجلس ، نهضت .

ذهبت الى الفندق وسألت عنه ، صعدت له الى الغرفة ، طرقت الباب ، فتح هو ، ولكنه كان بشكل مختلف تماما ، كان بيده كأسا من الخمر، وكانت بالداخل سيدة تضحك عاليا .

لم تدري هي بما تفعله ، صفعته على وجهه .

صرخ هو : ما هذا ؟ ماذا بك ؟ اجننت ؟

خرج منها الكلام محشرجا .... ومقطعا قالت : وما بيننا ؟

قال: وما هو هذا ؟ اكنت تعتقدين انني احبك ؟ انظري الى المرآة بالله عليك !

خرجت من الفندق محطمة ، مشيت ومشيت ، ودون ان تدري وجدت نفسها امام منزلها ، دلفت اليه ، نظرت الى تلك الوردة الملقاة على الطاولة ، يا لها من وردة مدماة .

نظرت الى الوردة ، وفي عينيها شفقة ، فتلك الوردة ربما تكون قد جرحت مثلها ، ربما كانت وردة مزيفة ، لكنها جميلة بجرحها ، بدمها الاحمر المهرق .

نظرت اليها طويلا ، فكرت ، ربما هي مخطئة بالفعل ، اتصلت بالفندق ، سألت عنه ، قالوا لها انه سافر منذ النصف ساعة.

نظرت الى الوردة ، وتلك الاكياس الورقية التي بها شظايا سجائره،،

احرقت الوردة ووضعت شظاياها بالكيس ، فتحت الاكياس ،،،

وفي الهواء اطلقت تلك الشظايا التي تركها خلفه ،،


22\2\2007

JaN DarK

بــــــــــــداية !!

مدونة جديدة !!
ربما لن تضيف شيئا الى العالم ،،
وربما تضيف ،، !
فكرت في ان انشئها ،،
لعلي استطيع ان أوصل ما بداخلي الى الآخرين ،،

سأسعد للغاية بردودكم والتفاعل ،،
ان رآها أحد ،،
فليعرج عليها ربما يجد شيئا يهمه ،،
وسيبدأ النشر غدا ،،