الأحد، 14 ديسمبر 2008

وحـــــــــــــــــــــــــــــــدة ،،، ( خاطرة )




جلست وحيدة ،

انظر الى ذاك الغروب الذي يدمي الافق ،،


أيمكن ان يأتي يوم ويجلس الى جواري ؟

أيمكن ان ترجع أيامنا ؟

كم افتقدته !

وحيدة ،

نعم ، ،

عشقني صمتي وعشقت وحدتي ،



أيمكن ان تعود ايام طفولتي الشريدة ؟

حينما كان يلاعبني في نشوة ،

وكنت اجلس على ركبتيه ضاحكة ،

لا افكر في شئ سوى اللعب واللهو ،،،


أيمكن ان تعود أيام حبي ،

حينما كنت اسند رأسي على صدره ،

وتلعب انامله في خصلات شعري ،

ويهمس صوته : احبك ،

حين كنت انسى العالم بين كفيه ،

حينما كانت عيناه تزيد من دق قلبي ،

أيمكن ؟ ،

أيمكن ان اجد الى جواري ،

حبا ،

وحضنا دافئا ،

وخوفا جارفا ،

الا يمكن ان اجد سوى ،،

قلب جامد ،

وحب زائف ،

وعمر ضائع ،،،



اختفت الشمس وراء تلك التلال البعيدة ،

وظهرت اول نجمة في السماء ،

على مرمى البصر ،

وحيدة ،

وبعيدة ،،

وقفت اتلمس طريقي في الظلام ،

فحتى القمر ترك سماءه ،

ونجومه ،

في وحدة ،،،،،


JaN DarK
28\1\2008

الأحد، 7 ديسمبر 2008

كــــــــــــــــــــــــــوافير ( قصة قصيرة )

منذ زمن لم أنشر جديد ..
آخر شئ خطته أصابعي الهوجاء ..
لا أعلم ما مدى جمالها أو امكانية نشرها أصلا ..
لكن ..
ها هي ..



دخلت الى المكان شبه متوجسة ، فهي أول مرة لي أدخله ، جرجرتني والدتي وراءها كالمقادة الى المذبح ، وجل ما كنت أريد أن افعله أن اصفف شعري ، لكن يبدو انني كنت مخطئة في ظني حين قلت لوالدتي انني كبرت ..
حينما دخلت ، حاولت ان ارسم على وجهي علامات الارتياح وعدم الدهشة حتى لا تظن والدتي اني طفلة بلهاء ، لكن في الحقيقة كنت متفاجئة ، ما كل هذا الصخب ، الزحام ، والدخان ..

في خضم كل ذلك وبعدما جائتني لحظة عمى سيكولوجي ، وجدت يد سوداء ترتفع في وجهي
قال : ازيك يا عسل .. ؟
نظرت اليه ، ببلاهة شديدة ولولا انني قد قطعت عهدا على نفسي ألا أبكي لكنت بكيت من لون وجهه المتفحم ، وبكل ما استجمعت من قوة على اصطناع الهدوء : أهلا يا عمو .. !!
قال وهو يقلب الضمائر : أنت جاي تعمل شعرك ؟
أومئت برأسي بشك ، وتشبثت بطرف ثوب والدتي أكثر فأكثر ..
فقال وقد ظهرت اسنانه ناصعة البياض : حخليك زي القمر يا جميل ... !
كل دفاعاتي ومحاولة اقناع والدتي اني فتاة كبيرة قد ضاعت هباء حين جلست تحت ( السيشوار ) ، وكنت شديدة العجب كيف أمكن اذن لكل هؤلاء السيدات احتمال ذلك الألم الهائل بأبتسامة سعيدة على وجوههن !!
كان ( عمو علي ) هو ( كوافيري ) كما يقلن السيدات ، لكن حينما انتقلت من بلدتي الى بلدة أخرى لم أعد أذهب اليه ..
عدت الى مدينتي بعد اعوام عدة ، والآن ها انا على باب ذلك ( الكوافير ) أذكر كل الايام التي مرت علي وانا هنا ، وكل المناسبات التي قضيتها هنا ..

رفعت الستار ودخلت ، لم يتغير كثيرا ، انه هو نفس المكان ، بصخبه وزحامه ، ربما كثر زحامه بعض الشئ ، لكن شيئا لم يتغير ..
تقدمت خطوات الى الرجل المسن المتفحم البشرة ، ربتت على كتفيه
قلت بصوت عالي بسبب صوت السيشوار في يده : ازيك يا عمو .. !! ؟
التفت وراءه ، وصاح صيحة لبست لها مثيل : هييييه ، ازيك يا بنت ، كدا تغيب كل دا ؟
ضحكت : لسه فاكرني ؟
قال : طبعا ، ومين ينسى بنته ، اللي له روح خفيفة !!
لا تزال لكنته كما هي لم تتغير ، رغم مكوثه بالبلاد فترة طويلة ، الا انه لازال لا يتقن العربية ..
رفع يداه وامسك بكتفي : انت هتقعد معايا النهاردة ، نحكي مع بعض .. !!
قلت : لكن .. !
قال : مفيش لكن .. واشار بيده الى المقعد المجاور له : اقعد هنا !
قلت بأبتسامة : حاضر !!
كانت الفتاة التي تجلس على المقعد امامه ، سمراء ، ذات ملامح مريحة ، حين بدء بتسليط ذلك الوهج الجهنمي عليها ، بدء يقول : شايف الجميل دا .. ؟ دا كان بيجيلي وهو صغير اوي اعمله شعره .. !! وكان عنده شعر حلو !!
قلت ضاحكة : قصدك ايه بكان دي بأة ؟
قال : طالما بعدت عن هنا يبقى اكيد شعرك مش زي زمان !
قلت : ربنا يطمنك . .
نظرت الي الفتاة بأبتسامة واومئت ايمائة صغيرة ..
حينما انتهى من تصفيف شعرها ، جاء جالسا جانبي ، قائلا : لا أنت بقيت اسمر خالص ، دا انت قربت تبقى اغمق مني !
ضحكت عاليا : لا مش للدرجة دي !
قال : شفت البنت اللي خرج دا ، دا خطوبته بعد كام يوم ، بس مغصوب ع الجواز ، أهله منعوه يتجوز اللي بيحبه ، صعبان عليا اوي .. !!
اشار بيده اشارة خفيفة : شايف دا .. ؟
اشار بيده الى سيدة شابة ترتدي عباءة سوداء ، وتضحك بصخب ، والسيجارة تلهو بين يديها
اومئت برأسي ، ولكن دونما ينتظر اكمل : دا متجوز ، وحامل ، وبرده مغصوب ع الجواز ، عشان كدا هي ناوي يقتل البيبي شكله بالتدخين دا ، حرام والله !!
اومئت موافقة ، استطرد : وصحابها بيقولوا اتها بتخون جوزها !! تخيل ؟
قلت معلقة : خسارة !! ليه كدا ؟
قال : مش بيحب ، مادام مش بيحب ، هيعمل ايه يعني ؟
قلت : عندك حق برده !!
قال : شايف دا اللي جنبه .. ، دا صاحب السوء ، هو اللي بيخليه يعمل كدا ، ومش بينصحه !! أخلاقه وحشة خالص ..
اومئت وقد دار رأسي من قلب الضمائر هذا ...
قال : شايف المدام اللي هناك دا . . دي عنده ولدين وبنت ، بنته جميل اوي زيك ، والولدين الاتنين في الكلية ، وابوهم مات ، ومامتهم هو اللي بيعمل كل حاجة ، بيصرف ، وبيأكل ، وبيشتغل ، وبياخد باله منهم ، بس الولدين وحشين اوي بيشربوا وبيسهروا دايما برة ومصاحبين ناس وحشين ، ومش مراعيين امهم اللي بيشتغل وبيتعب علشانهم !!
ما عدت أدري ما الذي يمكن ان اقوله ، لم يحكي لي كل هذا ، ما كنت اريده سوى ان يحكيلي عن أحواله ، وما الذي ان يمكن اعلق به على ما يحكيه . . !!
قال : شايف دا بأة .. دا مش من هنا ، دا من بحري ، جوزها بيشتغل هنا ظابط ، وهو قاعد هنا معاه ..
دار رأسي اكثر ، من هو ، ومن هنا ؟
قاطعته أخيرا : ايه يا عمو ، أنت اخبارك ايه ؟
ظهرت على وحهه علامات الدهشة وكأنه سؤال عجيب لم يسبق ان وجه اليه من قبل ، وقال : انا ... الحمدلله !
قلت بأبتسامة : لا يعني احكيلي الجديد .. !!
رفع يداه بعلامة خاوية : مفيش جديد .. !
قلت وقد بدأت افهم لم كان يحكي لي كل ذلك العبث : امال ايه أخبار الناس في البلد ؟
قال : معرفش .. !!
نهض من جلسته جانبي وقال بصوت عالي : يلا يا جميل يا اللي قاعد عشان نعملك شعرك .. !
قلت : انت مسافرتش ؟
قال : لا .. !!
قلت : يعني امتى آخر مرة .. ؟
قال : آخر مرة ، قبل ما أنت تجيني بسنة .. !!
قلت : السنة اللي فاتت ؟
قال : لا .. !!
قلت : امال لما جيت امتى ؟
قال : اما جيت وكانت ماما سحباك عشان تعمل شعرك ، فاكر ؟ وانا قلتلك " حخليك زي القمر " .. !
لم أستطع الاجابة ولم أستطع ان اقول له أي شئ ...
دخلت من الباب فتاة في مقتبل عمرها ، واتجهت اليه ..
قالت : لو سمحت انا ممكن احجز هنا .. ؟
قال وبضحكة جميلة : أهلا بيك يا عسل .. !!
12\10\2008