الاثنين، 21 يوليو 2008

صـــــــــــــــورة ( قصة قصيرة ) !

قبل البدء ،،،
صديقتي العزيزة ،، أوريتيا أو ضحى قد أقامت مدونة بعنوان Dark star وهي مدونة ادبية ايضا ،،
وأظن أنها ستكون من أفضل المدونات ،، !
قصتي ولو انها قديمة نوعا ما !!

صورة !!


في ذلك الشارع الواسع ، ذا الأضواء اللامعة ، أمشي ولا أشعر بأي شئ مما يحدث حولي .

شارع كبير ، ملئ بفاترينات المحلات التي تتسابق في عرضها أبخس الاسعار ، عن الملابس و الهواتف النقالة و الاحذية والمشروبات وكل شئ ممكن ان يتصوره عقل الشخص .

حين يوضع شخص في مكان كهذا يشعر كأنه أعمى لا يستطيع أن يرى مما اكتظ حوله من أشياء .

حينها ، وبالرغم من انني كنت لا أستطيع أن أراه ، ولكنني رأيته ، بل رأيته واضحا ،،

رجل بجانب واحد من تلك المحلات افترش الأرض وقد عرض صورا مرسومة بجانبه .

لم أستطع سوى أن أنحني إليه وأنظر الى تلك الصور التي خطتها أنامل لا تعرف سوى الرقة والنعومة .

انحنيت عليه وقلت له : أأنت الذي يرسم تلك الصور يا عمي ؟

قال لي : نعم ، أتريدين شراء واحدة ؟

كان وجهه يكسوه الحزن بالرغم من إنني من الممكن أن أكون راغبة في الشراء إلا انه لم يبد تلك الرغبة في البيع.

قلت له : أتبيعهم حقا ؟

قال : نعم

قلت : يبدو أنك غير راض عن ذلك البيع

قال : لا ، بل إنني قد رسمتهم مؤخرا

قلت : وما الذي يحزن في ذلك ؟

نحى وجهه جانبا ورأيت بوضوح أكتافه التي تهتز ، تعجبت ، ما الذي يمكن أن يبكي رجلا عجوزا كهذا ؟!فكرت ، ربما هان عليه فنه وهان عليه تعبه أن يبيعه ، هكذا في الشارع ،،

قررت انني أستطيع ان اساعده دون أن أضيع لحظات مجده هباء تحت وطأة ذل للمال ، أدخلت يدي في جيبي واخرجت كل ما أحمله من مال وقد اتخذت قراري بأن اعطيه كل ما لدي.

قلت : يا عمي لم تبك ؟

قال : لا شئ ،،

قالها ورفع رأسه بكبرياء ولكن كان أثر الدمع واضحا عليه.

قلت : أعلم إنه شئ مهين أن تبيع فنك بتلك الطريقة، أشعر بك

قال : إبنتي ماتت الأسبوع الفائت ،،،

قلت وقد صعقت : البقاء لله ، آسفة

قال : ولم تأسفين ؟

نظر إلى عيني مباشرة وأستطرد : لك عينان مثل عيناها لهما نفس السواد وواسعتين مثلها !

لم أستطع أن احتمل الحزن الذي أحسسته بكيت وهويت الى جانبه على الأرض

قلت له وقد غلبتني الدموع : وما كان أسمها ؟

قال : إنها .... كنت ستحبينها ، إنك مثلها تماما ، تماما ، كانت حنونة وتحب الجميع ، كانت دموعها كثيرة ، مثلك

قلت : وما كان عملها ؟

قال : هي كانت ،، كانت الوحيدة التي لي بتلك الدنيا ، تركتني أمها منذ سنة ، أتصدقين أن عجوز مثلي يعيش وزهرة مثلها تموت ؟

قلت : هل كانت متزوجة ؟

قال : هي كانت كالشمس التي تنير لي الطريق ، كانت الضحكة منها كفيلة بأن تمحو أي غيوم بحياة إنسان ، كانت الحب ، كانت سهام كيوبيد تلاحق كل من يلتق بعيناها انها حياة

قلت : اسمها حياة ؟

قال : هي حياة ، هي حياة عاشها الجميع ، وتمناها الجميع ، لكنها ككل شئ جميل في ذلك العالم ، إنتهت !قلت له وقد محوت دموعي : ولم بكيت ؟

قال : حين ماتت ، أحسست بظلام الدنيا ، أحسست بكراهيتي لكل شئ بالحياة ، أحسست بأن أنفاسي ليست كأنفاسي بجانبها ، أحسست برائحة العفن حولي ، ودخان السجائر المقيت وعوادم السيارات المارة من هنا قلت : لم لا تقول لي أي شئ عنها ؟

قال : لأنك رأيتها ، وعرفتها

قلت : أتعرفني ؟ !!

قال : ومن لا يعرفها ؟ قلت لك هي الحياة والموت ، كانت حياتها الحياة لكل من حولها ، والآن أصبحت الموت لي !

قلت : أرجوك أخبرني عنها

قال : قلت لك تعرفينها ، هي حياة ، هي حياتي ، كانت كالشمس ، هي الحب أتعلمين لها نفس عيناك نفس السواد وواسعتان كعيناك ، دامعتان كعيناك

نهضت وقلت له : لم لا تقل لي أي شئ عنها ؟

صمت لبرهة وكان يبكي بحرقة ، مسح دموعه ونظر إلي بأبتسامة متكلفة ،،

وقال : أتريدين أن أرسم لك صورة يا آنسة ؟

قلت باستنكار : ماذا ؟

قال : سآخذ منك خمس جنيهات فقط ، سعر بسيط ومناسب ، خصوصا وان لك وجها ملائكيا

قلت : ما هذا الهراء ؟ أحسست ان شيئا غريبا يحدث هنا .

أتي رجل ووقف إلى جانبي نظر إلي بصمت وفجأة تحدث قال : آه مرة ثانية ، آسف يا عزيزتي ، هكذا هو دائما ، منذ أن عمل هنا وهو دائما يقول كلاما ما فجأة وينساه مرة أخرى!

قلت له : ماذا ؟ كلاما ؟

قال : نعم ، عن ماذا حدثك ؟

قلت : عن ابنته التي ماتت منذ أسبوع!

قال وقد قلب عينيه في الفراغ : إبنته ؟ !! لم أعلم انه متزوج أصلا !!

قلت : كيف هذا ؟

قال : ربما كانت له إبنة ، لكن ما أثق منه انها لم تمت الاسبوع الماضي فقد كان ها هنا طوال النهار والليل قلت : ربما عندما ذهب الى بيته ...

قاطعني : بيته ؟ !! ليس له بيت ، إنه يعيش ها هنا ، ان كنت تريديه أن يرسمك الآن أعتقد انه في أحسن حال لفعل ذلك.

تركنا ومشى بعيدا ، انحنيت إلى ذلك الرجل الذي كان منذ دقيقتين يبكي.

قلت : يا عمي ، ألن تخبرني عن إبنتك ؟

قال : أية إبنة ؟

قلت : حياة !

قال وبابتسامة خفيفة : ليس لي أبناء ، ها ، تريدين أن أرسمك ، لن آخذ منك سوى خمسة جنيهات ، سعر بسيط مناسب ، لك وجها ملائكيا حقيقي !

نظرت إليه بحيرة ، أخرجت خمسة جنيهات ، واعطيتها له ومشيت ،وقفت بعيدا كي أنظر إليه مرت فتاة بجانبه ، وقف ولاحقها .

_ أتريدين أن أرسمك ، سوف آخذ خمسة جنيهات فقط ، سعر مناسب وبسيط ، لك وجها ملائكيا ،،،،،


Jan DarK

7\8\2008

هناك 6 تعليقات:

أحمد صـلاح يقول...

إسمح لي أن أبدي إعجابي بتلك المقطوعة الجملية التي أسميتيها صورة . . إلى الأمام .. ودعني أن أضع وصلة لمدونتك عندي . .

JaN DarK يقول...

سعدت لأعجابك ،،،
وبالتأكيد يشرفني ان تضع وصلة لمدونتي لديك ،،
لكنني في الواقع أنثى ولست ذكرا !!

بنت القمر يقول...

جميله اوي والمفاجأه فيها تحفه بجد
فكرة الخديعه و سرقه مشاعر الاخرين صغتيها بحبكه متقنه
لي عند رجائين
الاول تعرضي الخط تخليه بولد لانه مجهد جدا في القرايه
تانيا تشيلي خاصيه الفريفيكيشين من سيتنج المدونه عشان تسهل لي ترك تعليق عند متابعة جديدك
تحياتي

غير معرف يقول...

بجد رائعة ..

اجمل ما فيها انها غير متوقعة ..

تترك اثر غريب في النفس يصعب وصفه ,,

JaN DarK يقول...

بنت القمر ،،،
نورتي المكان بطلتك الجميلة ،،
سعدت جدا انها اعجبتك
سأفعل ما قلته في القريب العاجل ،،
حينما يعود لي جهازي !!

JaN DarK يقول...

جارا ،،
أحمد صبري ،،
سعيدة بمتابعتك وتعليقاتك المؤثرة ،،
احمد الله انها كانت بهذا المستوى !
تحياتي لك عزيزي ،،