الخميس، 10 يوليو 2008

حينما غابت ..... أشــــــــرقت !

مقدمة لابد منها ،،

لقصة كتبتها وكانت تلك القصة هي السبب في وجود قلمي الحالي ، ان كان بنفس الجودة التي اظنها حاليا ، فذلك بسبب تلك القصة ، ،
ربما تجدونها ليست على مستوى جيد ، لكنها كانت من بداياتي ، وبداياتي المشرقة أيضا ،،
بها جزء من الحقيقة ان تساءل احدكم في نفسه وهو يقرأها ،،
أرجو ان تنال اعجابا ،،

كنت أنتظرها بالمطار ، قد ذهبت اليه قبل موعد الوصول بكثير ، لم أمنع نفسي من احتياجي لرؤيتها .

نادت الموظفة ، وأعلنت بأن طائرتها قد حطت الآن .
وقفت ، ورحت انظر بين وجوه العائدين .

كانت هي أشرقت .....

كان أسمها أشرقت ، وقد كانت تشرق الشمس لرؤياها ، صديقتي الصغيرة المحبوبة ، ها قد عادت الى ديارها الآن .

أول ما رأتني ، جرت علي ، وأرتمت في أحضاني ، وفرحت حقيقة لفرحها
قلت لها : أفتقدتك يا أشرقت ...
قالت : وانا كذلك عزيزتي
قلت: حسنا دعينا نرحب ببعضنا في مكان آخر ، ألا ينتظرك أحد ؟
أشاحت بيدها بعيدا وقالت : لا !!
أستغربت أنا ، ولكني كتمت استغرابي داخلي،
وقلت لها : ما رأيك في أن نأخذ حقائبك وتأتين الى منزلي لا أحد هناك فقد سافروا جميعا في عطلة طويلة .
أشرق وجهها بالسرور، وقالت كطفلة صغيرة : هيا بنا
أثناء ما نحن في الطريق ، تشبثت هي بنافذة السيارة ، تنظر الى كل شئ ، حتى حبات الرمل أسفلها.
كنت أشعر انها كلما نظرت الى شئ انارته بضوء عينيها ، أبتسمت حين دارت في خاطري تلك الجملة .
قلت لها : وبعد يا أشرقت ، أفتقدتي المكان الى تلك الدرجة ؟
قالت : لا تعلمي كم كنت في أشتياق اليك ، والى تلك الأرض .
قلت : عجبا يا عزيزتي قد مللتها انا شخصيا ، انا من قلت لك الا تسافري !
قالت لي : وكنت أعلم علم اليقين منذ رحلت انك كنت على حق ، أختي الكبيرة
ابتسمت، وقلت : وكيف حالك ؟
سعلت بشك ، ونظرت الي وقالت : ربما أكون بخير!
نظرت اليها : ماذا هناك عزيزتي ؟
قالت :قصة طويلة عزيزتي ، انها قصة طويلة ..
وصلنا أخيرا الى منزلي ، ساعدنا البواب القائم على البناية برفع تلك الحقائب الى شقتي ، وطلبت منه أن يظل بالأسفل فسوف اطلب منه المساعدة فيما بعد ، كنت أفكر انه ربما حينما تنم أشرقت أخرج انا لاجلب الطعام .
بالكاد جلست أشرقت على المقعد ونظرت الي : بالفعل افتقدتك وقد أتيت هنا لأجلك .
كنت أريد أن أسألها عن سر ما قالته ونحن في الطريق ، كنت اريد أن استفهم عن ذاك الحزن الذي طغى على نظراتها ونبرة صوتها .
كانت أشرقت صديقة لي منذ أيام الطفولة ، ولكنني كنت أكبرها ولازلت بثلاث سنوات ، وكم كانت بالفعل فتاة سعيدة ، يكفي ان تراها تضحك فتنسى الحزن الذي بداخلك .
كنت انا وأشرقت ، شخصيتان متضادتان تماما ، فهي متفاءلة وترى الحياة بمنظار وردي ، وكنت انا سوداوية للغاية .
كنا دائما نتشاجر لهذا ، لكن هذا لم يمنع أننا كنا نحب بعضنا البعض كثيرا ، فقد كنت تشعر أمامنا أنك تقف أمام اثنتان تكملان بعضهما البعض .
يوم سفرها حاولت أن اثنيها عن ذلك ، ولكنها أصرت .
كانت قد رأت من تلك الحياة السوداء التي كنت أتوقعها ما يكفي ، فلم تطق ذرعا بكل هؤلاء الناس الذين يلتفون بوشاح الفساد الاسود .
الآن كانت تجلس أمامي ، وأنا اذكر كل لحظاتنا معا ويوم سفرها المرير .
كانت تتفقد محتويات المنزل بنهم شديد .
سألتها : ألن تنامي ؟
قالت : لم آتي لأنم ، فلنخرج ، فلا أحب أجواء المنازل .
قلت لها ، وقد ابتسمت : حسنا سوف ادعوك الى الغداء في مطعمنا ، فأعملي على أن تأكلي كل شئ .
ابتسمت : كالأيام الخوالي ، حسنا هيا بنا
خرجنا الى مطعم قرب المنزل كنا قد تعودنا على الذهاب اليه معا .
طلبت كل منا وجبتها المفضلة ، كنت أنظر اليها ، انتظرها أن تقول أي شئ ، رفعت عينيها ونظرت لي مباشرة، وضحكت عاليا : لازلت كما انت يقتلك الفضول ، لا تقلقي سوف أقص لك كل شئ ، لكن أتدعينا نأكل أولا ؟
أكلنا في صمت وعلى غير عادتها .
بعد انتهاء الطعام ، قلت لها : قد تغيرت يا أشرقت !
أبتسمت بمرارة : يسرني انك لاحظت
قلت : ماذا حدث عزيزتي ؟
كنا قد خرجنا من المطعم ، وتوجهنا الى مقهى قريب ، جلسنا ، تنهدت،
وقالت : كنت أود ان اثبت لك طوال عمرنا ، أن دون التفاؤل لا تكون الحياة ، ثبت لي أنه لامكان للتفاؤل .
قلت : لم تقولين هكذا ؟
قالت : لا تعلمين عزيزتي ما الذي رأيته من أهوال ، أشياء لا تجعل الشخص يفكر في السعادة مجددا ، كل تلك المثالية التي كنت أحلم بها معك ، ضاعت مني ، عزيزتي ، جئت اليك ، ربما تستطيعين أعادتها لي .
قلت لها وقد أبتسمت بسخرية : قد جئت الى المكان الخطأ .
ضحكت هي عاليا : لقد خمنت انا ذلك
تركنا المقهى ، وتوجهنا الى المنزل ، صعدنا ، وجلسنا أمام التلفاز .
قالت لي : لم لم أصدقك حينما كنت تقولين لي أن الحياة سوداء ؟ كان غباء مني
قلت : لا عزيزتي ، كان ذكاء منك ، على الاقل عشت لحظات سعيدة من عمرك
ترقرقت في عيناها الدموع : لكنني عانيت كثيرا ، لم أكن اظن ان الناس هكذا ، كنت أظن انه كما هناك مثلك ، سوف يكون هناك مثلك آخرين.
قلت : انها مشكلة كبيرة عزيزتي !
قالت وهي تجهش : لا تعلمي ما عانيته ، أكاد اختنق ، لا اطيق حتى أنفاسي ..
قلت لها : ماذا حدث ؟
قالت : الكثير الكثير ما قلته لك لا يفسر شئ أتعلمين ..................
قاطعتها : عزيزتي لا لن نتحدث الآن ، لنتحدث صباحا ، ولننم الآن .
أومئت هي برأسها في خنوع ، ودلفت الى الحجرة لتنام ، دعوتها لتنم معي ، لكنها قالت لي انها ترغب في النوم وحدها .
غفوت ، ولكنها ليست بغفوة قصيرة .
قرب الفجر، أحسست كأن هناك شخص يتسلل في حجرتي ، اضأت المصباح ، لم يكن هناك احد ، شعرت أن الهواء ثقيلا جدا ، أحسست بأن شيئا ما حدث .
هرولت الى حجرة أشرقت ، وجدت النافذة وقد فتحت ، وأشرقت ليست بالغرفة .
بحركة لا ارداية ، وكأنني اعلم ما الذي سأراه ، نظرت لأسفل ، كانت هي .
هرولت بملابس النوم الى الأسفل ، وأنا أحاول أن أكذب عيناي ، ولكنها كانت هي .
تقدمت ببطء ، ولم أعد أرى شيئا .
جلست القرفصاء ، ضممتها ، صرختي كانت مدوية ....
كانت هي أشرقت ،،
كان أسمها اشرقت ، وكانت الشمس تشرق لرؤياها ، محبوبتي الصغيرة ضاعت مني .
حينما غابت أشرقت ، أشرقت الشمس ، تمتص روحها التي وضعتها على الأرض ، وأنا مغطاة بدمائها ..................................

JaN DarK

هناك 4 تعليقات:

إنتظارات شاهقة يقول...

اشرقت لم تكن ممن تلمسوا الحقيقة بعد
وعندما فتحت الحقيقة ابوابها على مصراعيها لم تكن ممن يستطيعون الصمود كثيرا.
فهى اشرقت بقدر ما تستطيع وحان الان غروبها....ولكن لن ننسى ان من يغربون عن حياتنا يتركون ضوء خفى فى نفوسنا

مدونة مميزة
دام قلمك

JaN DarK يقول...

عزيزتي ،،
كلمات جميلة ،،
وربما تكون تلك الحقيقة هي التي تميت نقوسنا في مهدها ،،
احقد على أشرقت لانها على الاقل عاشت أيام دون ان تعذبها الحقيقة ،،

تحياتي لك ،،
وشكرا لك ،،

freedom يقول...

حساسة جدا
لا تتوقفي

JaN DarK يقول...

عزيزتي ،،
كم سعدت بردك ،،
وأعدك ألا أتوقف ،،