السبت، 5 يوليو 2008

أول قصة قصيرة !!

اخترت ان أبدأ بأول قصة كتبتها ،،
ربما يجدها البعض ركيكة الاسلوب ،،
لكن لازال لها مكان بقلبي ،،
ربما لأن حروفي تحفر داخلي قبل أن اكتبها ،،
أرجو ان تعجبكم وتستمتعوا بها ،،







شظايا ( قصة قصيرة )



كانت هي كل من يراها يرى فيها ملاكا مضيئا للبشر، كانت تجلس على تلك الطاولة تطالع الصحف والمجلات.

كل من يدخل الى ذلك المطعم يعرفها .

كانت في يوم مثل كل الايام تجلس على طاولتها المعتادة ترشف القهوة وتنظر الى الشارع ،رأته ،كان يدلف الى المطعم ويظهر على وجهه البرد ، خلع معطفة المبلل وجلس الى الطاولة المقابلة لها ،طلب قهوة ، أخرج علبة سجائره وسلسلة مفاتيحه وهاتفه وولاعته ، امسك علبة سجائره واشعل واحدة ، قرب المنفضة وبدأ في التدخين .

لم تحول عينيها عنه ، ولاحظت حركته السريعة بكل ما فيها ، وحركة عينيه الدقيقة الحادة ، رن هاتفه ، نظر اليه بلا مبالاة واغلقه ، نظر اليها مباشرة ، لاحظ نظراتها المستمرة له فنظر اليها باستغراب ، ثم ابتسم .

وقف واقترب منها قال : اهناك شئ يا سيدتي ؟

قالت وقد توردت وجنتيها : لا شئ ولكني لأول مرة اراك هنا

سحب مقعدا وجلس ، وأخذ يقص لها انه لتوه قد جاء من سفره ، وكم هو من بلدة بعيدة في أقاصي الشمال .

وكانت تنصت له بنهم ، تود لو ان تختزل صوته وكل كلمة يقولها وكل حركة يتحركها في عقلها وقلبها.

وقف ، وقد اتفقا انهم سوف يتقابلان غدا في نفس المطعم .

حينما سارع الى الرحيل نظرت اليه ، والى خطواته ، وعلى وجهها ابتسامة طفلة في العاشرة.

التفت اليها ولوح بيديه ، لوحت له وهي تود ان تقفز من السعادة ، نظرت حولها ، لا يوجد أحد ، لايزال الصباح باكرا ، بالرغم من ان وجود ذلك الغريب لم يدم سوى عشر دقائق الا انها احستها دهرا .

اقتربت من الطاولة التي كان جالسا عليها ، نظرت الى المنفضة واشتمتها بكل حب ، جلبت كيسا ورقيا ، ووضعت به بقايا تلك الشظايا من سجائره ، واخذتها معها الى منزلها .

ظلت طوال اليوم وهي تفكر في تلك اللحظات التي مرت عليها ، فكرت ، دائما ما كانت وحيدة بالرغم من انها كانت تقريبا تعلم كل شخص بتلك المدينة ، الا انها لم تحس تلك الدقات داخل قلبها من قبل ولا لأي شخص .

وقفت أمام المرآة ، نظرت ، كم مر عليها من زمن ، اصبحت شابة ، ولكنها لا تذكر متى كانت طفلة ، ومتى أصبحت شابة ، وكأنها قد ولدت في ذاك المطعم .

الآن ها هي قد وجدت من يخرجها من احزانها ووحدتها ، وقد ولدت لا تجد لها عائلة ، فلا تذكر من عائلتها سوى والدها الذي مات وهي صغيرة .

جاء اليوم التالي وكانت قد انتظرته طويلا ، جلست على طاولتها المعتادة ، ولكنها لم تقرأ الصحف ، انتظرته ،وجاء .

كان مظهره مختلفا جدا ، ولكن كان أجمل ومبهر بحق ، سحب مقعدا ، ومد يده ليسلم عليها ، ضغطت يده على يدها بقوة ، وانحنى وقبل يداها ، شعرت بالخجل ولم تنطق .

قال لها انه سعيد بالتعرف عليها ، سألته عما يفعله في تلك المدينة ، قال لها انه جاء بعيدا عن مشكلاته وليريح من الضغط على اعصابه ، نظرت الى عيناه كانتا تشعان بالحنان والطيبة ، حكت له عن كل شئ في حياتها .

وكانت تظن انها ستتكلم لساعات وساعات ، ولكن حكيها لم يدم اكثر من نصف ساعة .

كم هي مختزلة للغاية حياتها ،أدركت ذاك في ذلك الحين ، وحلمت ببقية حياتها معه .

خرجا من المطعم ، مرا على محل للزهور، واشترى لها وردة حمراء ، طارت هي من داخلها في الفرحة ، وطردت كل الحزن الذي بداخلها ، واصبحت حياتها كلها في يده .

عادا الى المطعم ، تغديا على نفس الطاولة ، عرفته على جميع من بالمطعم ، بينما استاذنها بالرحيل بعد أن اعطاها عنوان الفندق ورقم هاتفه النقال ، كانت تود ان تقل له انها تحبه ، ولكنها بكل سكينة وهدوء ودعته .

جلست على الطاولة ، نظرت الى المنفضة ، وكما فعلت في اليوم السابق ، جمعت بقية سجائره ووضعتها بكيس ورقي .

ذهبت الى منزلها ولكنها لم ترد ان تجلس ، نهضت .

ذهبت الى الفندق وسألت عنه ، صعدت له الى الغرفة ، طرقت الباب ، فتح هو ، ولكنه كان بشكل مختلف تماما ، كان بيده كأسا من الخمر، وكانت بالداخل سيدة تضحك عاليا .

لم تدري هي بما تفعله ، صفعته على وجهه .

صرخ هو : ما هذا ؟ ماذا بك ؟ اجننت ؟

خرج منها الكلام محشرجا .... ومقطعا قالت : وما بيننا ؟

قال: وما هو هذا ؟ اكنت تعتقدين انني احبك ؟ انظري الى المرآة بالله عليك !

خرجت من الفندق محطمة ، مشيت ومشيت ، ودون ان تدري وجدت نفسها امام منزلها ، دلفت اليه ، نظرت الى تلك الوردة الملقاة على الطاولة ، يا لها من وردة مدماة .

نظرت الى الوردة ، وفي عينيها شفقة ، فتلك الوردة ربما تكون قد جرحت مثلها ، ربما كانت وردة مزيفة ، لكنها جميلة بجرحها ، بدمها الاحمر المهرق .

نظرت اليها طويلا ، فكرت ، ربما هي مخطئة بالفعل ، اتصلت بالفندق ، سألت عنه ، قالوا لها انه سافر منذ النصف ساعة.

نظرت الى الوردة ، وتلك الاكياس الورقية التي بها شظايا سجائره،،

احرقت الوردة ووضعت شظاياها بالكيس ، فتحت الاكياس ،،،

وفي الهواء اطلقت تلك الشظايا التي تركها خلفه ،،


22\2\2007

JaN DarK

هناك 4 تعليقات:

mohamed يقول...

مبروك علي البلوج يا استاذة
إن شاء الله نشوف كل جديدك هنا

Mido

JaN DarK يقول...

شكرا يا أستاذ !!
شرفتني يا محمد بردك الجميل ،،

غير معرف يقول...

ما بيننا !!
نظرات وهمية

يبدو انني لن افارق المدونة ..
يبهرني فلمك كل مرة ..

JaN DarK يقول...

احمد ،،
سعيدة جدا لمتابعتك الرائعة ،،
واتمنى ألا تفارقني أبدا عزيزي ،،
تحياتي الحارة لك ،