الأحد، 6 يوليو 2008

فنــــــــان الشعب ( سيد درويش ) !



اليوم شاهدت فيلم سيد درويش ، وبالرغم من ان النوم كان يقرض عيناي ، ألا انني حينما قرأت اسم الفيلم ظللت متستمرة أمام شاشة التلفاز ،،


يكفي انه ذاك الرجل الذي لازلنا الى اليوم نتغنى بلحنه في نشيدننا الوطني في مدارسنا المصرية كل صباح ،،


"بلادي بلادي لكي حبي وفؤادي


مصر انت اغلى درة فوق جبين الدهر غرة


يا بلادي عيشي حرة واسلمي رغم الاعادي "




وقد كنت تربيت في مدرستي على أغاني سيد درويش ، " سالمة يا سلامة " ، " الحلوة دي " ، زوروني كل سنة مرة " ، " يا عشاق النبي " ،،،


ما اجملها من اغاني ! ، حفرت في ذهني على مدى سنوات ، اشتقت أن أرى من ذا يكون هذا الذي امتعنا سنوات بألحانه ، وانتقائه للكلمات التي تقشعر لها الابدان ،،


ومنذ شهرين ، حينما كنت بالأسكندرية ، ودخلت الى مكتبة الاسكندرية ، رأيت بعض المعروضات التي تتعلق به ، مثل اسطوانات عليها توقيعه .


أيصدقني أحد ان قلت انني ظللت انظر الى اسطوانة منها بنهم ، وافتح عيني اكثر فأكثر حتى استطيع ان ادقق في خطه الذي كتب على الورقة ،،




ويمكن ان اعرض نبذة مختصرة عنه هنا ،،


ولد سيد درويش بالأسكندرية في 17 مارس 1892 ، أنشد مع أصدقاءه في البداية ألحان الشيخ سلامة حجازي والشيخ حسن الازهري ، التحق بالمعهد الديني بالأسكندرية عام 1905 ثم عمل في الغناء بالمقاهي ،،،،


تزوج في السادسة عشر ، عمل كعامل بناء ، وكان اثناء العمل يرتفع صوته بالغناء ، وصادف في تلك الاثناء وجود الاخوين سليم و امين عطاالله وهما من أشهر المشتغلين بالفن في ذلك الوقت ، اتفقا معه ان يرافقهما في رحلة فنية الى الشام في نهاية عام 1908 ، وفي عام 1909 التحق بالفرقة ، سافر الى الشام مرة اخرى من عام 1912 الى عام 1914 واتقن العزف على العود وكتابة النوتات الموسيقية ، وكانت اول ادواره التي لحنها " يا فؤادي ليه بتعشق " .


انتقل في سنة 1917 الى القاهرة ، وقام بتلحين كافة روايات الفرق المسرحية في عماد الدين كفرقة نجيب الريحاني وعلي الكسار ، وحينما قامت ثورة 1919 قام بتلحين " قوم يا مصري " ، وفي عام 1920 أنشأ سيد درويش فرقته الخاصة وقدم بها روايات ( العشرة الطيبة لمحمد تيمور ) و ( شهرزاد لبيرم التونسي ) و ( الباروكة الايطالية ) .

وفي عام 1921 قرر سيد درويش بعد نجاحه أن يكتب عن الموسيقى ، فكتب للصحافة مقالات موسيقية كان يقصد بها توعية الجمهور والتثقيف الموسيقي العام وكان يختم مقالاته بتوقيع " خادم الموسيقى " .

وفي عام 1923 وافته المنية ، بعد ان كان يجهز لتحقيق حلمه في السفر الى اوروبا والدراسة الموسيقية بأيطاليا ،،

توفي في الأسكندرية فجرا ، حينما كان يستعد للقاء الزعيم سعد زغلول في الميناء بعد رجوعه من المنفى .


كان بالفعل سيد درويش فنان الثورة ، وجل ما يثبت ذلك مواقفه ، وأغانيه ، وألحانه المصرية الطابع الخالصة ، مست قلوبنا من صغيرنا الى كبيرنا .

ولا توجد اغنية من اغنياته الشهيرة الا ولها ذكرى جميلة بقلبي ، وأثق انها بقلوب الجميع أيضا ،،

ربما لم يعش طويلا ، لكنه رمز يجب ان يعش بداخلنا طويلا .

رمز في حب الموسيقى ، حب الكلمة ، حب النغم ، حب الكرامة ، حب الوطن ،،،


أثق تمام الثقة ان ذلك البوست لن يكون وافيا لحقه ، او وافيا لوصفه ، كفنان الشعب ، وساحر الكلمة ، الذي جعل كلمات الشعراء تلتف داخل قلوبنا عن طريق ألحانه ، لكنني ربما أردت ان اعبر عن ذاك الشخص الذي عشقت كلماته واغانيه التي تعبر عن ذاك الشعب الذي طالما عانى ، و كان خير دليل على كرامة المصري ،،

تحياتي لك أيها المبدع ، رحمك الله ، ،،

Jan DarK



هناك تعليقان (2):

كوارث يقول...

سيد درويش من الظواهر الكونية الغامضة !
حقيقةً
كان مبدعًا !

JaN DarK يقول...

حقا كما رأيته انا ،،
ظاهرة كونية عظيمة ،،
وغريبة ،،
وفريدة ،،
رحمه الله ،، !